مُختصر لكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" بقلم بيسان الخطيب...

 


" ليلى خالد أيقونة التحرّر الفلسطينيّ"..

ل سارة ايرفنج..


"ليس لدي ادنى شك في استعادة فلسطين، فالمستقبل دائماً للشعوب، وتلك حقيقة تعلمناها من قراءة التاريخ، حينما يوجد احتلال ستوجد مقاومة بالتأكيد، وفي تاريخ فلسطين، أتى الرومان والصليبيون والعثمانيون، ثم ذهبوا جميعاً وظل الفلسطينيون"..


سيرة حياة ليلى خالد في سطور؛ كتبتها سارة ايرفنج مستعينةً بكتب صدرت في السبعينات من القرن المنصرم ولقاءاتٍ حيّة مع الأيقونة ليلى خالد في العاصمة الاردنية عمان عام ٢٠٠٨م..

حين نسمع اسم ليلى خالد نذكر اختطاف الطائرة تي دبليو اي المتجهة من لوس انجلوس الى تل أبيب عام ١٩٦٩م والتي قامت بها فتاةٌ جميلةٌ تشبه أودي هيبرون كما صرّح ركّاب الطائرة أنذاك..

تلك الفتاة كانت ليلى خالد ذات ال ٢٤ ربيعاً ومعها سليم العيساوي ونجحا في اختطاف الطائرة وتحويل مسارها الى سوريا  التي كانت على علاقة مع الجبهة الشعبية وعلى رأسها جورج حبش ووديع الحدّاد؛ وتمّ انزال الركاب ال ١١٦ في مطار الثورة بسلام وتفجير الطائرة وهذه العملية جاءت لتُذكّر العالم الغربي والأوروبي بقضيتنا الفلسطينية وأنّ اللاجئين ليسوا ارهابيين بل هم أصحاب الأرض الذين طُرِدوا منها وهُجّروا قسراً وقُتلوا بدمٍ باردٍ وتمّ اتهامهم بأنّهم باعوا أرضهم..

أجبرت ليلى الطيّار أن يمرّ من فوق مطار اللد في مساره إلى سوريا وذلك لغايةٍ في نفسها وهيَ أن تمرّ من فوق حيفا مدينتها التي وُلِدت فيها وتهجّرت منها وهي ابنةُ الأربع سنوات..

بعد نجاح العملية الفريدة من نوعها قامت ليلى بإجراء عملياتٍ تجميلية لوجهها كي لا يتعرّف عليها أمن المطارات وأجهزة الشاباك..

وبعدها بعام قامت ليلى خالد بخطف طائرة العال الاسرائيلية المتجهة من امستردام الى نيويورك ومعها المتطوّع الناكاراغوي الامريكي باتريك اورغويللو لكنّ العملية باءت بالفشل وقَتلَ ضابطٌ اسرائيلي باتريك وهو يدافع عن ليلى التي أصيبت بكسورٍ في ضلوعها وتمّ هبوط الطائرة في لندن ونقل ليلى الى مشفىً عسكريّ ومنه إلى السجن للتحقيق معها وفي تلك الأثناء قامَ أعضاءٌ من الجبهة كانت قد أوكلت لهم مهمة خطفِ طائرتين أخريين لكنّ تمّ ايقافهم من قِبَلِ أمن المطار فانتحلوا شخصية شبّان من السنغال وخطفوا طائرةً إلى مطار القاهرة الدوليّ بناءاً على أوامر من القيادة العليا في الجبهة وفي ذلك رسالةٌ حملوها لعبد الناصر كي يبقى نصيراً للفلسطينيين وداعماً لمقاومتهم لكنّه ما لبث أن أُصيبَ بنوبةٍ قلبية بعد انتهاء مجلس القمة العربية وانتقلت روحه إلى بارئها ليُسلّم الراية لأنور السادات..

خرجت ليلى من السجنِ بطلةً قومية وأيقونة التحرر الفلسطينيّ وتزوجت من قائدها العراقي الذي كان مسؤولاً عن تدريبها العسكريّ في الأردن لكن الزواجَ لم يدم طويلاً فلقاءاتهما تكادُ تُحصى مرّاتٍ قليلةٍ وفي مقرّ الجبهةِ وتحت العيون..

وبعد أحداث أيلول الأسود تمّ إجلاءُ من تبقى من فصائل المقاومة الفلسطينية من فتح والجبهة من الاردن إلى لبنان..

قررت ليلى بعد طلاقها إكمال دراستها التي انقطعت عنها بسبب ضيقِ الحالِ فيما مضى وانتسبت لجامعةٍ في روسيا بعد انقطاعِ ستة عشر عاماً عن الدراسة الجامعية وتعرّفت على طبيبٍ فلسطينيٍّ كانَ قد نزحَ إلى سوريا للدراسة وبقيَ أهله في الضفّة ونشأت بينهما علاقة تتوّجت بالزواج رغم معارضة الأهل بعد تخرّج الطبيب فايز رشيد وكان الزواج خالياً من أيّ مراسم احتفالية لأنّ الصهاينة كانوا قد اغتالوا قبل فترةٍ شقيقة ليلى وخطيبها وكانت هي المقصودة..

وعاصرت ليلى بعد زواجها أحداث حرب لبنان الأهلية ومن بعدها مجازر صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وكأنّ مآسي اللاجئين الفلسطينيين لا نهاية لها..

استمرت ليلى في نضالها وعملها في الجبهة الشعبية وفي عدة أماكن، فداءاً لقضيتها، وتنقلت بين عدة بلدان، ولم تعرف الاستقرار انتقالها إلى سوريا مع زوجها وابناءها ثم إلى العاصمة الأردنية عمان عام 1992، حيث اكتفت بالعمل السياسي مع الجبهة هناك...

تعليقات