نبذة عن رواية "الطريق إلى نابلس" للكاتب عبدالرحمن القصاص...

 


عند المسافة صِفر.. في نابلس.. وُلد هُناك 


وعند المسافة صفر التي لم يبرحها إلا ليعود إليها بقوةٍ أشد..كانَ يقهرهم وكأنه كَتيبة من ألف رجل.


رواية أخذ بطلها من الزيتون أسمى صفاته..وهو التعلُّق بالأرض..فظل متعلقٌ بها.. فكان تعلقه عِقاب، وهل يوجع السارق سوى قوة ذاكرةِ المسروق وفوران التْأر كالبركان في صدره ؟


 تبدأ أحداث الرواية الدافئة في بلاد الزيتون، وسرعان ما تأخذنا في رحلة شاقة وطويلة من مدينة إلى أخرى ومن بلدٍ إلى بلد، فيها صراع بين أصحاب الأرض وسارقيها، وبين أصحاب الحق ونفوسهم التي تخبرهم في ساعة اشتداد البلاء أنهم أضعف من أن ينتصروا، فيقوِّموها بأنهم أعز من أن ينكسروا..فيستمروا.


 ورغم مشقة الرحلة التي قد تجد نفسك فيها أيها القارئ، فإنك ستتمنى أن تُرزق إخلاص أبطالها، وتمضي معهم في الطريق، أو ربما تتمنى أن تكون رفيقاً لهم، أو أحد رجال الظِلٍ  الذين يؤثرون فيهم، ويعدُّونهم للمواجهة التالية دون أن يُذكروا في الحكاية.


ندعوكم لأن تذهبوا في تلك الرحلة وتستمتعوا بصحبتهم، من أول الصفحات إلى آخرها، فثمة أسرارٌ كثيرة بين طيات الحكاية ستدركونها تباعاً..ونأمل أن تلمس فيكم القلب، وتعيش في الوجدان، وتُنمي التْأر في نفوسكم وتُغيركم هي وأبطالها وأحداثها.

كنت أشعرُ أن الحرَّ في صيفِ نابلس لا يصلُ إلى بيتهم، ولا يصيبهم شئٌ يذكر من برد الشتاء، لا يكاد يصيبهم أيُّ مكروه مهما صغر. وكأنَّ قوةً خفيةً ترعاهم ويسيرون في حماها. 


(اقتباس من الرواية):


(كنت حينما أمرُّ على نافذة منزلهم المزينة دائما بأزهار النرجس والريحان أشمُّ رائحة نفَّاذة، تعبؤ رئتيَّ وتفيض نواحِبها، وكنت أستمع لأصواتٍ شجية رقراقة تتسلل إلى مسامعي، فإذا بقدميَّ السريعتين تتلكؤ في المشي، تُرهف السمع. لم أكن أدري ما سر تلكَ الحالة التي تتملكني حين أراهما يمشيان الطريق وكلاًّ منهما يتشبثُ بيد الآخر كأنه طِفلهُ الصغير، رغم أن الشوارع خالية من السيارات. ولا أدري ما سرُّ ذلك الحنين الذي كان يلازمني ليالٍ طويلة في كل مرة أخرج من بيته وأرى علاقتهما البسيطة، يتبادلان الإبتسامات كخطيبين جديدين، لإصابته بالسكري كان لا يقربه إلا نادراً، كانت هدير تذيب الحبَّ في الشاي بدلا من السكر فأخالُ أن مذاقه حلوا في فمه، فيرتشف الرشفة ثم ينظر إليها برضا وسلامٍ عميقين. وكنت أتأمل وأتأمل وداخلي يبتهج وحنينه يزداد لمثل تلك العلاقة التي تذيب مرارة الفمِّ والقلب والحياة... في كل مرة أرى فيها أمجد وهدير أو ألمح طيفهما وأنا أمرُّ في مشواري اليومي بمحاذاة نافذتهما الفردوسية.

أردد في نفسي.. 

"إن السعادة معناها أن تحب.. فقط أن تحب")


 #الطريق_إلى_نابلس


#عبدالرحمن_القصاص

تعليقات