مراجعة لرواية الطريق إلى نابلس بقلم خالد أبو جمال...

 البطولة ليست في حمل حجر أو بندقية، بل البطولة هي الإيمان بالقضية، وأن سلاح القلم وهو أضعف الجهاد والإيمان، لديه قوة داخلية قد تحدث انفجاراً أقوى من القنابل، وأن القضية لا تخص فلسطين، بل هي قضية الجميع، ولن ينتهي العدو إلا بتكاتف الجميع تحت راية واحدة وقلب واحد. 



اسم العمل: الطريق إلى نابلس. 

اسم الكاتب: عبدالرحمن القصاص. 

دار النشر: مكتبة التقوى. 

عدد الصفحات: 355.

في داخل أجوفة مذكرات "بلال" تبدأ الرواية بطريقة اعتيادية ككل قصص فلسطين التي نعرفها ولكن مع مرور المذكرة تلو المذكرة تتطور الأحداث وتتبلور قصصها لتضع لكل شخص قصة وراء سر يحمل الألم أو الفراق، مواضيع منتقاه ومقدمة بشكل فريد ومميز تحتاج لقلب يُفتح مثل باب القدس ليدخل منه الحشود من الأفكار والعبرات التي بين السطور، فرحة بما سطره القلم من قصص ترفرف كأعلام فلسطين، فيسرد القلم القصة كغرسة صغيرة، ثم تنبت لتكون شجرة، وهو القلم الذي تكمن قوته وأغصانه وفروعه في أبطال الرواية، الذين لكل واحد منهم قصة، تحمل بين حروفها إما ألم خفي أو ألم الفراق، تبدأ عند بلال الفلسطيني الذي يسرد القصة، ثم يطل علينا أمجد الذي كان يتصف بروح ملائكية من وصف بلال له، وكان يحب الجهاد وغايته الاستشهاد في سبيل وطنه على عكس بلال الذي يخاف الفكرة، ومن عند المذكرة الأولى للعاشرة أخذنا الكاتب لنعيش مع أهل فلسطين معاناتهم مع الاحتلال، لنرى أفئدة الشيوخ المنهكة، وقلوب الأمهات المفجوعة على أولادها، ودماء الشباب المجاهد التي تغلي حتى كادت تحرق جلودهم وصدورهم، وندبات الأطفال الصغار على فراق والديهم، ومشاهدة المقاومون وهم يجاهدوا بكل ما لهم من طاقة، فذاك بمال وهذا بحجر وذلك بسلاح، لكن الكاتب ركز رؤيته على القلم الذي مع مرور الأحداث تحول إلي سيف نصله يبرق، لا يقع على شيء إلا قسمه نصفين، وقد أوصل بكل كفاءة بأن له رسالة وهي أنه ليس البطولة في حمل حجر أو قذيقة أو بندقية بل يكفيك بأن تكون مؤمن بقضيتك وستصل حتى وإن كان كل ما لديك قلم، مجرد قلم قد يحدث انفجار أكثر من قنبلة، ثم تبعتها رسالة أخرى وهي أن القضية ليست لفلسطين فقط بل الجميع صاحب قضية، والعدو واحد، فجمع في روايته بين فلسطين بمختلف مدنها القدس وغزة ونابلس، وبين مصر والجزائر وأصبحوا جميعاً يدًا واحدة للقضية، رواية خطفتني بأسلوبها ولغتها وحبكتها وصياغتها، هذه رواية لا يمكن أن ترى مثلها كل يوم فقد صنعت بحب على مدار ثلاثة سنوات، بهذه الكلمات المفككة أتمنى أن أكون قد اعطيت الرواية الغالية على قلبي حقها. 

#khaled_abo_jamal

#الطريق_إلى_نابلس

#عبدالرحمن_القصاص

#معرض_الكتاب_2024

تعليقات