كان هناك رجل يؤم الناس فقرأ ولا الظالين بالظاء المعجمة، فرفسه رجل من خلفه، فقال الإمام: آه ضهري، فقال له رجل: يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وأنت في عافية.
اسم العمل: أخبار الحمقى والمغفلين.
اسم المؤلف: ابن الجوزي رحمه الله.
في البداية مكنتش حابب أقرأ الكتاب وقُلت في قرارة نفسي أزاي فقيه زي ابن الجوزي يهتم بجمع أخبار الحمقى والمغفلين ما الذي سيفيد العامة بكتاب مثل ذلك، حتى جاء رد ابن الجوزي في الصفحة الأولى حين وضع 3 أسباب، الأول هو أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموه، فحته ذلك على الشكر وختم بحديث، الثاني أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلاً تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولة في الطباع، فإنها لا تكاد تقبل التغيير، الثالث يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المبخوسين حظوظاً يوم القسمة، فإن النفس قد تمل من الدؤوب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحنظلة ساعة وساعة.
والكتاب يجمع حكايات كثيرة عن الحمقى، يبدأ بتعريف الحماقة واسمائها وصفاتها والتحذير من صحبة الحمقى، ثم يروي حكايته التي جمعها عن الحمقى من الأمراء والقضاء والشعراء والمعلمين والأئمة والأعراب والزاهدين الخ... وأفضل الفصول من وجهة نظري هو ذكر أخبار جماعة من العقلاء صدرت عنهم أفعال الحمقى وأصروا عليها مستصوبين لها فصاروا بذلك الإصرار حمقى ومغفلين، وأبرزهم إبليس، قابيل، النمرود، وعبدة الأصنام، وهاروت وماروت، ويهود موسى، وقول النصارى ان عيسى إله، والشخص الأعبط في التاريخ فرعون وقد ضرب الحكماء له مثلا فقالوا أدخل ابليس على فرعون فقال من أنت، قال ابليس، قال ما جاء بك، قال جئت أنظر اليك فأعجب من جنونك، قال وكيف، قال أنا عاديت مخلوقا مثلي وامتنعت من السجود له فطردت ولعنت وأنت تدعي انك أنت الإله هذا والله الجنون البارد، وختامًا استغربت جدًا من جرأة ابن الجوزي في عرض بعض أخبار الحمقى التي فيها سخرية من الدين الذي عرضها في كل المواضع بجرأة كبيرة، الكتاب جميل جدًا ومضحك جدًا جدًا -سأضع بعض الاقتباسات بالتعليقات- وضعني في مود لطيف يستحق القراءة وسأعود له مرة ثانية أن شاء الله والسلام عليكم.