اسم العمل: إيكو.
اسم المؤلف: شيماء حسن.
تاريخ الإصدار: معرض الكتاب 2023.
كلمة البداية:
رواية غاية في البساطة مع لمسة عمق نسمت على الأجواء، أسلوب مسترسل كاد أن يصل إلي السحر ولكن بعض الثغرات منعته أن يكون كذلك، لغة عذبة وتعبيرات منمقة عن مشاعر الإنسان الظاهرة والباطنة.
عن الرواية:
تنقسم الرواية في الرؤية والأحداث إلي شقين منفصلين ظاهريًا ولكن الأسقاطات والربط بينهم تجلت للقارئ فيما بعد، الشق الأول وهو العالم الخيالي التي يبدأ عند إيكو ثم الصخرة روكين والشق الثاني العالم الواقعي ويقوده الشخصيات الرئيسية ويبدأ بمنظور وصال وسليم إلي أن نرى الاحداث من عند أنس وتبدأ التحولات، الشق الأول ممل بعض الشيء في أوله مقبول في الوسط جيد عند النهاية وقد كانت أحداثه محاكاة للأسطورة اليونانية إيكو ونرسيس مع التصرف ببعض التفاصيل التي نسجتها الكاتبة، الشق الثاني أخذ طريقه على لعبة السلم والثعبان فتارة يرتفع وتارة ينخفض ولكن الأرتفاعات كانت محورية تشعب منها مناقشة لبعض القضايا ومشاكل تسكن المجتمع مثل الحب الأهوج والحب الأعمى والحب المرضي والخوف والثقة بأنواعهم ما بين أفراد الأسرة، وكل ذلك الأشياء صعدت بالعمل لأن يكون جيد وملآن بالتفاصيل، بل وجعلت الحبكة حبكة جيدة جمعت الأحداث والمحاور الدرامية والغموض بعد المنعرجات والمفاجأت التي سلكتها الأحداث وخرجت منها الكاتبة بدون أن يدخل العمل طرق عشوائية في ربط جميع الأحداث.
السلبيات
* اتخاذ الكاتبة أسلوب كتابة ثقيل يحتاج لثقل أدبي مُستصاغ بلغة قوية وذلك لا يناسب البدايات مهما كانت مقومات الكاتب، فالسلم الأدبي يحتاج للتأني في الصعود حتى ولو كانت الموهبة كبيرة.
* تأخير توضيح الصورة الكاملة للقارئ لبعض الأحداث مما يخلق نوع من التيه عند العودة لها وأخذ وقت كبير لربط الأحداث ببعضها داخل عقل القاريء.
* في احد الفصول وبين بعض شخوص الرواية وجدت مشاعر حب ورومانسية طاغية بلا هدف ولا قواعد ولا اساس فعلي يبنى عليه ذلك الحب، بل وشعرت بالحنق لأني من النوع الذي لا يحب بناء الأحداث العشوائي القائم على الصدف أو الاستسهال.
كلمة النهاية:
عمل جيد يستحق القراءة به الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ولكن فكرة جيدة استحقت أن تخرج للنور واستمتعت بتغليفها بهذا الشكل، تقييم 3.5 من 5 وهذا مُرضي بالنسبة لي.