أيها الكاتب..لا تكُن فريسة لوهم التفاعل!) بقلم الكاتب: سعد السعودي...

 



أرى كثيرًا من الكُتاب يغضبون من قلة التفاعل مع ما يكتبون، وتجد أحدهم يقول سأحذف من لا يتفاعل ولا يقدر مجهودي، أتساءل: أي مجهود تبذل يا صديقي؟ في الحقيقة أن الكاتب الحق هو من اختاره الله وأهداه من فضله وكرمه موهبة الكتابة والتعبير عما في نفسه ونفوس الآخرين.

إذ أن العبرة ليست بالشهرة فالله تعالى يقول " وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَـمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ".

هناك أنبياء جاهدوا وقتلوا، وعذبوا، لم يذكرهم الله عز وجل لحكمة اختصها، وهذا لا يقلل من جهودهم، ولكن العبرة ليست بالشهرة، هل كان لنجيب محفوظ، وغيره من الأدباء صفحة على فيسبُك؟ هل كانوا يغضبون عندما لا يقرأ أحد لهم؟ هل كان لمواقع التواصل الاجتماعي وجود أصلا؟ الإجابة لا.

وعلى الرغم من ذلك ما زالت آثارهم باقية، يتسابق على كتبهم القاصي والداني من كل حدب وصوب، لقد رأيت بعيني أناس يشترون كتب لهؤلاء العظماء تتخطى الألفين جنيه، وهناك كتاب عظماء مغمورين، وغيرهم من الحمقى يتربعون على منصات التتويج، فإن كنت تكتب لأنك تحب الكتابة فاعمل في صمت ودع أعمالك وكتاباتك السامية تتحدث عنك، وإن كنت تريد الشهرة فحسب فهناك ألف طريقة لاكتساب الشهرة، منها المشرف ومنها غير ذلك.

نصيحتي لنفسي ولأصدقائي أن نعمل في صمت، ونحسن من مستوياتنا، ولا نلتفت لأي شيء آخر.

تخيل معي أنك تقود سيارة أو ما شابه، وكلما تقدمت نحو الوصول إلى مبتغاك، باغتك أحد الحمقى، أو السكارى فهم أن يصطدم بك، ولكنك نجوت، ترى لو تجاهلته وأكملت طريقك كان أفضل، أم أنك لو نزلت من سيارتك وأشهدت الحضور أنك لولا براعتك في القيادة وأنك تنحيت جانبًا لاصطدم بك، بالطبع هذا يشتت تفكيرك ويعيق وصولك.

مشوارك الأدبي مثل هذا الأمر، ستقابل الحمقى، والسكارى، منهم من يتعمد تأخيرك ومنهم لا يقصد، إنما هذه طباعه أن يؤذي غيره، فأكمل طريقك واترك أثرك يخبرنا من أنت.
# سعد-السعودي...

تعليقات