مراجعة رواية "قبل أن يغادرك الحب" بقلم: خالد أبو جمال


 إذا صادفت هذه المراجعة في وقتًا ما فلتجعل من الاهتمام مقرًا لتطلع عليها في بضع دقائق، لأني سأكتب مراجعة كلماتها مرصعة بالحب وليست بالحروف، اسقراء سيجعلك حبيسًا داخل كهف شغفك بالقراءة، يجالسك فيه تفكيرك، تجلدك سياط كلماتي، حيث لا مفر ولا منقذ لك إلا قراءة العمل الذي سأتحدث عنه الآن. 

اسم العمل : قبل أن يغادرك الحب. 

اسم المؤلف : رانيا رشوان. 

النوع : رواية. 

التصنيف : إجتماعي، رومانسي. 

عدد الصفحات :260.

صادرة عن دار نشر : إبهار. 

عن الرواية:

ناقشت الرواية مجموعة من القضايا المهمة داخل مجتمعنا زرعت بين شخوص وأحداث الرواية، مع أضافة بعض المعلومات التاريخية والأثرية التي ستتلقاها، تم تناول الحب بمعظم ألوانه، هجر المحب لحبيبه، خيانته، تقصيره، أهماله، المعاناة،الخذلان، اللوم، الكراهية، الحب الأسري والعائلي، وكل الأنواع طرحت وناقشت وعالجت بطريقة لطيفة، تم إلقاء الضوء على العالم الأفتراضي والسوشيال ومشاكلها بسبب دمجها بعالمنا الحقيقي وطرح المشاكل عليها والبحث عن حلول مع بشر لا نعلم نواياهم ومكنونهم الذي دائمًا ما يكون فاسد، وتزيد من المشاكل أضعاف أضعافها. 

الحلم.. لن يهزم شخص أمن بنفسه لذلك عليك بالأمساك بتلابيب حلمك وسوف تصل في يومًا ما، أياك ان تتخلي عن حلمك مهما كانت العواقب وأن كانت الأمور لا تسمح احفظة جانبًا ولا تنساه ولا تتبني وجهة نظرك غيرك فيما يخص أحلامك ومستقبلك. 

اللغة:

سرد بالفصحى وحوار بالعامية، بلغة سهلة متزنه استخدمتها الكاتبة في السرد والوصف، أما الحوار فكان نصيبة بالكامل من العامية، بثلاث لهجات مختلفة بين الصعيدي والوجه البحري والنوبي، العامية دائمًا ما أعتبرها أنا ك"خالد" - وهذا رأي شخصي خاص بي - سلبية ونقطة ضعف داخل أي عمل مهما كانت جودتة، العامية لا تنقص من قيمة العمل نظريا، لكن عمليا فهي تدمر العمل تمامًا، ففي الوقت الحالي القراءة والكتب هي من اقوى الروابط بين الشعوب العربية، وباستخدام العامية لن يكون للعمل أي قيمة لأي شخص يقرأه خارج مصر بالأضافة للعامية الصعيدية التي سيصعب على بعض المصريين فهمها. 

الحوار:

الحوار مثمر جدًا وملئ بالنصح والتوجيه والأرشاد ما بين الشخصيات التي كانت تنقسم الي نصفين، نصف راشد وحكيم والنصف الآخر مخطئ وطائش، وكانت تتبدل بينهم الأدوار في بعض المشاهد وكان هذا يعود على القارئ بالكثير من النفع وهذه نقطة رائعة تنم عن كاتب واعي لديه رزانة في وضع حوار شيق ونافع. 

الشخصيات:

قليل جدًا لم تقرأ رواية اجتماعية وتجد كل شخوصها ذات هدف وقيمة داخل العمل، أما هنا فجميع شخوص الرواية لديهم خطوط ولديهم قيمة داخل العمل، لم أجد شخص كان لتهسيل الحبكة أو لمساعدة الكاتب على إضافة المتعة أو الإثارة ولكن!! الشخصيات لم ترسم بالطريقة الكاملة التي كنت أرغب برؤيتها، شعرت بأن بعض الشخصيات ملائكة لا تخطئ.. وتسامح بمنتهى السهولة، نعم هناك أناس كثيرة بيننا بتلك الروح والعفوية الطيبة، لكن داخل اروقة الرواية شعرت ببعض الضجر لتهميش الواقعية. 

المشاهد:

تقسيم المشاهد والتنقل ما بينهم كان كثيرًا جدا بدون داعي، على ما يبدو ان الكاتبة متأثرة بالمسلسلات التركية أو الهندية، بالأضافة إلي التيه الذي كان يحدث عند بداية كل مشهد فالقارئ لا يعلم هو عند أي شخصية بالضبط.

الغلاف والأسم:

الاسم مناسب جدًا ومفعم بالجمال والغلاف تحفة فنية بديعة. 

النهاية:

مع أول خيط في غروب شمس العمل ظهرت ملامح النهاية وردية جميلة سعيدة والعيش في ثبات ونبات وهخلاص هيخلفوا بنات وأولاد، فقمت بفتح النوت لنقد الكاتبة نقد لازع قاسي لأني أعشق الواقعية فبدأت الدفة تتحول بالكامل لأتلقى صفعات متوالية تلك الصفعات التي أحبها وأعشقها حينما أقرأ العمل والكاتب يقلب الطاولة على رأسي ليهشمها، فكنت اقرأ بعض الصفحات فأتلقي الصفعة وأذهب لحذف سطر من نقد النهاية، أعود لأستكمل القراءة فأتلقي الصفعة وأعود لأحذف سطرًا آخر من النقد، حتي تم حذف جميع سطور النقد وأصبح لدي قفا شديد الاحمرار من أثر ضربات الكاتبة بيدها... ااا.. أقصد بقلمها، فكانت النهاية رائعة غير متوقعة تبعث الرضى وتغمرك بشعور لا مثيل له من الراحة والسلام. 

السلبيات: بالتعليقات. 

كلمة للكاتبة:

لو جمعت كل كلمات الشكر لن أوفيكِ حقك، أولًا لأرسال العمل لي لبيتي بدون أن أتحمل أي عناء، ثانيًا على السيمفونية الإجتماعية التي قُمتي بعزفها بأوتار قلمك البارع وراقت لي، إذا كان هذا العمل هو العمل الأول للكاتب فنحن مقبلون على كاتب ذو شأن عظيم، أتنبأ بأنه سيكون له كلاسيكات أجتماعية ستدون في تاريخ الأدب العربي، دام قلمك ودام أبداعك وننتظر منك المزيد والمزيد، كل الحب وكل الدعم وبالتوفيق في القادم.

بقلم: #خالد_أبو_جمال.

تعليقات