صعوبة حفظ القرآن..للأمر مزايا خفية! بقلم: خالد أبو جمال

 صعوبة في الحفظ، تشتت، تكرار، استماع، تفسير، تكرار، خرائط ذهنية، جداول، تكرار، وتمرَّ الدقائق ومن ورائها الساعات في حفظ بضع آيات، وفي نهاية كل يوم يخرج الحفظ ركيكًا يحتاج للمزيد من الوقت والجهد ليكون باسلًا، فأعود وأستمع وأكرر وأشاهد المزيد من الخرائط والتفاسير، وطرق الربط المختلفة حتى أشعر بأني أتقنت الحفظ نوعًا ما...


















.. يوميًّا على هذا الوضع، وأعتقد بأنه سيستمر على هذا المنوال، سبعةُ أيام قضيتها هكذا، حتى بدأ الحزن واليأس يستحوذ عليَّ ويضرب لي كل ما خططت له في بداية الشهر، نويت الوقوف ولكني لم أتوقف، على الرغم من أنه قد مضى وقت كبير وحفظ قليل وهمة مرتفعة غير مستغلة قاربت على النفاد، والإحباط بدأ يحاوطني، فبدأ الشيطان يوهمني بأن القرآن لا يريدني، هناك معاصٍ ترتكبها فتجعل بينك وبينه حاجزًا منيعًا، توقف قليلًا لتصلحها ثم أكمل، ولكن دائمًا ما تكون رسائل الله الخفية في أماكن لا نتوقعها، فقرأت جملة أدارت في ذهني الكثير، فماذا لو أني حفظت الورد في ساعة؟ في ماذا كنت سأقضي باقي الساعات الأخرى التي أقضها الآن مع القرآن؟ هل يا ترى على الفيسبوك! أم مشاهدة المسلسلات! أم الألعاب...إلخ، ولكن لأن أراد الله لي الخير جعلني أقضي مع كتابه ثلاثًا وأربع ساعات يوميًّا في أيام هي أعظم أيام العام، فأعطاني الأجر مضاعفًا، ما بين الحفظ والتلاوة والتدبر والعزيمة والإصرار، فالحمد لله على نعمة صعوبة الحفظ، فهي نعمة المنع التي كان منها العطاء، أعطاها الله لي لأكرر وأعيد مرات ومرات آياته؛ فيتطهر قلبي وتنجلي أدراني، خصني لأقضي مع كتابه ساعاتي في حين أن غيري يقضي وقته مع المسلسلات أو المعاصي أو الأشياء التي لا تفيد بل وربما قد تضر، ميزني ليهبني جبالًا من الحسنات يوميًّا في شهر الخير والبركات، منع عني سهولة الحفظ وأفلت الحفظ لا لأنه لا يريدني أن احفظ كتابه، أو هناك ذنب يمنعني من الحفظ كما يريد الشيطان أن يوهمني، بل لأنه يريدني مصاحبًا لكتابه، وتكثير حسناتي، وذلك فضل منه، فالحمد لله على اختياره صُحبتي التي ذُقت حلاوتها ولن أتخلى عنها، فلن أبرح حتى أبلغ.

بقلم: #خالد_أبو_جمال



تعليقات